--------------------------------------------------------------------------------
; وضيَّعتُ إبنتي ( قصة ) &
.
قصتي قصة أب يكفكف دموع الحسرة والندم ، بعد حلمهِ الذي رآهُ في إبنتهِ الشابة التي توفيت
قبل مدة وجيزة على أثر مرض ألّم بها . .
رأيت إبنتي تنظر إلّي وتقول : حسبيّ الله ونعم الوكيل ، وأخذت تكررها . فأخذتني الحمية
فسألتها متلهفاً : على من تتحسبين حتى أنتقم لكِ منهُ ؟
قالت : عليك يا أبتِ يا من فرّطت فيّ ، ولم تصني ، يا من خنت الأمانة يا من كنت السبب
في ما أنا فيهِ . حسبي الله عليكَ .
فوجئتُ بذلك فتساءلتُ مذهولاً : وأينَ أنتِ الآن ؟
فرّدت قائلة ألا تدري أين أنا ؟ حين تغيّر وجهها الممتلئ حيوية ونضارة إلى وجه مخيف كريه
المنظر . وعيناها أصبحتا كأنهما جمرتان تتقدان لهباً ، وقالت أنا في حفرة من حفر جهنم ، فقلتُ
لهم لِمَ ؟ وما الذي أرداكِ ؟
فقالت أنتَ السبب ، كنتَ ترانا أنا و إخوتي نشاهدالأفلام الهابطة إلى منتصف الليل ولاتحاول منعنا
وننام عن صلاة الفجر ، ولا تحاول إيقاظنا ، بل كنتَ تذهبُ بنا إلى محلات تأجير الأفلام
ولقد كانَ البائع يقول لنا ما تقشعرُ منهُ الأبدان حياءاً ، فكُنا نهتمُ لذلكَ ، بل وكُنَّا نتضاحك .
كُنا نذهب إلى الأسواق متبرجات متعطرات دون محرم لنغري الشباب ، دون رقابةٍ منكَ أو إهتمام
، فأنتَ لم تكن ....
حينها ، إنقطع الحلم وصحوتُ مذعوراً ، صدقوني .. على الرغم من حسرتي على مصيرِ
إبنتي إلاّ أني تَمَنيتُ أن لا أستيقظ حتَّى تنتهي إبنتي من حديثها ، لأني كنتُ أريدُ أن أتفادى
الأخطاء التي إرتكبتها في تربية إبنتي مع بناتي الأخريات ، وأن أُربيهنَّ تربية إسلامية صحيحة .
والآن أرجو من كل من يقرأ مأساتي أن يرفع يديهِ نحو السماء ويدعو معي الله أن يغفر لإبنتي
التي كانت سبب هدايتي بعد الله ..
.
.
.
.
مـ
نـ
قـ
و
لـ